المسجد الجديد في ” امينونو” عراقة الماضي وبهاء الحاضر ..
عتبر جامع امينونو الجديد من روائع السلاطين المطلّة على شاطئ البحر في إسطنبول، وهو واحد من أهمّ رموز المدينة العريقة، إذ يمثّل المسجد آخر نماذج المساجد الكبيرة التي تمّ إنشاؤها بأمر من سلاطين بني عثمان، مستغرقاً أطول مدّة لإنشائه بالمقارنة مع تلك المساجد.
جامع امينونو الجديد: شاهدٌ على التاريخ
يقع جامع امينونو الجديد في ميدان منطقة امينونو التابعة لبلديّة الفاتح، والمعروفة كأكثر المناطق ازدحاماً في إسطنبول، حيث يشهد الميدان في كلّ يوم عبوراً هائلاً للمواطنين والسيّاح من كلّ أنحاء العالم.
يعرف جامع امينونو الجديد كذلك باسم جامع والدة السلطان أو جامع الوالدة السلطانة، وقد صدر الأمر ببنائه عام 1597م من قبل صفية سلطان أمّ السلطان محمد الثالث، وبسبب إحجام السلاطين الذين أتوا من بعد محمد الثالث عن إكمال المشروع ولأسباب أخرى تمّ تجميد أعمال بناء المسجد.
وبعد الحريق الهائل الذي حدث عام 1660م في إسطنبول، مرّت السلطانة خديجة تورهان أمّ السلطان محمد الرابع في إحدى جولاتها بجانب المسجد، وشاهدت الخراب والدمار الذي حلّ بالمشروع، فتمّ إكمال بناؤه عام 1663م برعاية منها.
ويعتبر قصر السلطان الذي يضمّه الجامع من أبهى القصور المُلحقة بالجوامع التي تمّ إنشاؤها في القرن السابع عشر.
وبالرغم من اشتهار اسم الجامع بالجديد، إلّا أنّ هذا الجامع الذي أصبح رمزاً لمنطقة امينونو يبلغ اليوم خمسمئة عام من العمر، وقد شهدت مرحلة إنشائه التي استمرّت ستةً وستّين عاماً تداولَ ثمانية سلاطين عثمانيين على الحكم.
يبيّن لنا الجامع وتاريخ بنائه مدى التأثير الذي مارسته أمّهات السلاطين على الشأن العامّ في الدولة العثمانية، وبشكل خاصّ في القرنين السادس عشر والسابع عشر.
يعتبر الممرّ المُسوَّر من الميزات الفريدة لجامع امينونو الجديد، وهو عبارة عن ممرّ يؤدّي إلى قصر السلطان، ويصل الممرّ شارع البنوك بطرف المضيق.